خطة البحث العلمي، عناصرها وطرق إنجازها
خطة البحث العلمي، عناصرها وطرق إنجازها
خطة البحث العلمي تمثل الخطوط الرئيسية لكتابة وتنفيذ البحث العلمي، ولا شك أن الترتيب والتنظيم هما عماد الأبحاث والدراسات العلمية؛ من أجل الوصول لنتائج بحثية دقيقة، فالبحث العلمي على خلاف المقالات التي تنشر في الصحف والمجلات، أو على مواقع الشبكة العنكبوتية، والتي لا تتطلب سوى ساعات قليلة من أجل إنجازها، والبحث العلمي مطول، وقد يستلزم إعداده سنوات، لذا ينبغي أن يكون هناك طريقة منهجية تساعد الباحث في ترتيب أفكاره وصياغتها، وإلا سوف تشوب الأمور الفوضى والعشوائية، ومن ثم عدم جدوى ما يتم تدوينه، وسوف نتعرض في هذا الموضوع لخطة البحث العلمي وعناصرها وطرق إنجازها بالتفصيل، لكي يكون ذلك خير معين لباحثينا.
ما تعريف مصطلح خطة البحث العلمي؟
خطة البحث العلمي عبارة عن مجموعة من الخطوات المتفق عليها من جانب خبراء البحث العلمي والمتخصصين؛ من أجل إعداد الرسائل العلمية، لغرضين أساسيين، الغرض الأول يتمثل في الوصول إلى استنتاجات مقبولة من الناحية العلمية يدعمها براهين، والغرض الثاني يتمثل في وضع مجموعة من المقترحات أو التوصيات المتعلقة بموضوع أو مشكلة البحث.
ما أهمية كتابة خطة البحث العلمي؟
تتمثل أهمية خطة البحث العلمي بمجملها في كونها المرشد والمنارة التي تهتدى بها سفينة البحث في بحر من البيانات والمعلومات التي يجمعها الباحث، ومن ثم ترتيبها وتصنيفها وتحليلها واشتقاق النتائج البحثية النهائية، ويمكن أن نسوق أهمية كتابة خطة البحث العلمي في النقاط التالي:
- تحدد خطة البحث العلمي أبعاد مشكلة أو موضوع الدراسة بكل دقة، والإحاطة بجميع الجوانب المتعلقة بها، لضمان عدم نسيان أي جانب من الجوانب.
- قد تواجه الباحث العلمي مجموعة من المعضلات أو الصعوبات عند البدء في تدوين البحث العلمي، لذا فإن خطة البحث العلمي تزيح النقاب عن جميع الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الباحث، ومن ثم العمل على تجنبها قبل الشروع في كتابة الدراسة.
- تساعد خطة البحث العلمي الدارس أو الباحث العلمي في وضع مجموعة من الأهداف الأساسية لموضوع أو مشكلة البحث، وبالتالي لا يزيغ الباحث عن تلك الأهداف، ويضعها نصب عينيه في جميع مراحل إعداد البحث.
- لخطة البحث أهمية كبير لدى المقيمين أو المناقشين، فعن طريقها يمكن التعرف على طبيعة البحث واستشفاف كُنهه، ومن ثم أخذ انطباع مبدئي عن جميع المحتويات.
- تساعد خطة البحث في التعرف على تصور مبدئي للتكاليف المادية التي يجب أن يوفرها الباحث العلمي قبل الإقدام على تنفيذ البحث.
- تساهم خطة البحث العلمي في التعرف على طريقة اختيار منهج البحث العلمي المناسب الذي سوف يتبعه الباحث عند تدوين متن البحث العلمي.
- تعد خطة البحث العلمي بمثابة المرجعية الرئيسية في جميع الخطوات التنفيذية للبحث، وفي حالة نسيان أي خطوة فمن الممكن الرجوع إليها، وتدارك ذلك.
عناصر خطة البحث العلمي، وطرق إنجازها:
العنوان:
قد يتصور البعض أن عنوان البحث خطوة سهلة، ويمكن أن يتم وضعه خلال دقائق، غير أن الأمر له أبعاد كثيرة ينبغي مراعاتها، فمن المهم أن يكون معبرًا عن ما سوف يتطرق إليه الباحث، وأن لا يحيد عن ذلك، ويجب أن يكون موجزًا ومختصرًا قدر الإمكان، بعيدًا عن الكلمات الغريبة أو التي قد تحمل تأويلات متنوعة؛ حتى لا يشوب البحث السلبيات، وفي الغالب يجب أن لا يتخطى العنوان ستين حرفًا على الأكثر.
مقدمة البحث:
من العناصر المهمة في خطة البحث العلمي، وتعد مقدمة البحث بمثابة الجزء التمهيدي الذي يسوقه الباحث؛ لتهيئة القارئ أو المقيم لمتابعة باقي أجزاء البحث، لذا فمن المهم أن تتضمن المقدمة العناصر التالية:
- يجب أن يذكر الباحث مشكلة البحث بشكل موجز، من خلال جملتين على الأكثر.
- ينبغي أن تتضمن المقدمة الأهمية التي يحملها البحث في جعبته بأسلوب عرض مختصر، والأهمية البحثية تتمثل في إجابة الباحث عن سؤال: لماذا تم اختيار هذا الموضوع؟
- من المفضل أن يُضمن الباحث المقدمة بآية أو مجموعة آيات من القرآن أو حديث شريف أو بعض الأشعار أو الأقاويل المأثورة، ومن المهم أن يكون ما يستأنس به الباحث على صلة بالبحث العلمي، وإلا فسوف يصبح لا محل له من الإعراب.
- من المهم ألا تزيد المقدمة على ثلاثمائة كلمة كحد أقصى.
فروض البحث:
من أبرز عناصر خطة البحث العلمي، وهي المفتاح الرئيسي لحل مشكلة الدراسة، وتمثل الفروض في مجموعة من المقترحات أو الحلول التي يصوغها الباحث في صيغة استفهامية، ويسعى إلى إثبات مدى صحتها من عدمها خلال إجراءات البحث التالية، وتتنوع فروض البحث العلمي وتختلف حسب طبيعة الدراسة، ومن المفضل بالنسبة للأبحاث المرتبطة بالعلوم الاجتماعية أو الإنسانية أن لا تتعدد الفرضيات والمتغيرات، ويمكن أن تتم صياغة سؤال واحد أو اثنين على الأكثر، ويتضمن ذلك متغيرًا ثابتًا، وبالنسبة للأبحاث التي تتطرق للعلوم الطبيعية يلزم الفرضية متغيرين أحدهما تابع، والآخر مستقل، ومن الممكن أن يصوغ الباحث أكثر من فرضية حسب رغبته، ووفقًا للوقت المتاح لدية؛ من أجل إنجاز الرسالة العلمية.
أدوات البحث العلمي:
وهي عبارة عن الوسائل التي ينتقيها الباحث العلمي وفقًا لنوعية البحث؛ من أجل الحصول على معلومات وبيانات متعلقة بموضوع البحث، ويمكن أن يستعين في ذلك بإحدى الأدوات المتمثلة في الاستبيانات أو المقابلات أو الاختبارات أو الملاحظات إلى ما غير ذلك.
الأبواب والفصول والباحث:
وهي أكبر أجزاء خطة البحث العلمي، وهي عبارة عن تدوينات مستفيضة لبلورة جوانب المشكلة أو موضوع البحث، ويجب أن يكون ذلك في ظل أسلوب علمي واضح ومعبر، ومن المهم تطوير الأفكار من باب إلى آخر، وكذلك من فصل إلى آخر، مع الابتعاد عن التشابه والتكرار.
مراجع البحث العلمي:
يقصد بالمراجع جميع الكتب أو المقالات أو النشرات التعليمية التي اشتق منها الباحث المعلومات والبيانات أثناء رحلته مع خطة البحث العلمي، وهي على قدر كبير من الأهمية، نظرًا لأنها توضح ما بذله الباحث من جهد للوصول إلى الاستنتاجات النهائية، ويجب أن تتم الإشارة لمؤلفي الدراسات والكتب التي تتم الاستعانة بها في قوائم المراجع النهائية وفي مضمون البحث، وفقًا لمبدأ الأمانة العلمية في الاستعانة بمحررات الغير.
استنتاجات البحث:
وهي عبارة عن مجموعة من النتائج التي يدونها الباحث العلمي بعد الانتهاء من الأبواب والفصول والمباحث، وتلك النتائج يجب أن تكون مبنية على الحقائق التي تم التوصل إليها عبر مراحل خطة البحث العلمي.
توصيات ومقترحات البحث:
وهي المرحلة قبل الأخيرة من خطة البحث العلمي، وهي عبارة عن الآراء التي يمكن عن طريقها حل مشكلة الدراسة أو البحث، غير أنه ينبغي أن يكون ذلك في ضوء نتائج أو استنتاجات البحث.
الخاتمة:
على الرغم من صغر حجم الخاتمة في خطة البحث العلمي، غير أنه ينبغي الاهتمام بها قدر المستطاع، نظرًا لتأثيرها المهم على المناقشين أو المُقيمين، والخاتمة عبارة عن الجزء الذي يوضح فيها الباحث مدى المجهودات التي قام بها في سبيل إخراج البحث بتلك الصورة، ومن الممكن أن يضمنها الباحث بآية قرآنية أو أحد الأحاديث النبوية، ويجب أن تكون مختصرة مثل المقدمة، مع التلميح لأهمية ما تم سوقه من توصيات سابقة.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات